أسباب السفر: ما هي الأسباب التي تدفع الناس للسفر الى الخارج؟

تتعدد أسباب السفر وتتنوع غاياته، لكن تبقى النتيجة واحدة وهي مغادرة الموطن الأصلي والابتعاد عن الأسرة والأصدقاء. يعد السفر ظاهرة قديمة تعود إلى بدايات البشرية، حيث كان الإنسان دائماً يسعى للبحث عن الجديد وأفضل الأماكن للعيش التي توفر الأمان والاستقلال، وتُيسر الحصول على الطعام وتأمين المسكن.

يحكي لنا التاريخ العديد من القصص عن البشر الذين تنقلوا من مكان إلى آخر، مما يؤكد أن أسباب السفر إلى الخارج كانت موجودة منذ القدم وليست وليدة اليوم. هذه الأسباب متنوعة وتشمل البحث عن فرص جديدة، سواء للعمل أو التعليم أو حتى العلاج، فضلاً عن السفر لأغراض الترفيه والاستكشاف. هذا هو موضوعنا لليوم.

أسباب السفر إلى الخارج

أصبح السفر اليوم حلماً يراود الكثير من الشباب حول العالم، ويطمحون للهجرة وتغيير موطنهم، ومن ثم الاستقرار في بلاد الغربة أو العودة إلى ديارهم، هذا القرار يتبع للهدف من السفر والأسباب الكامنة وراءه، لكن بشكل عام يمكن تلخيص أكثر أسباب السفر شيوعاً في ثمانية أسباب أساسية، تعرف إليها فيما يلي:

أسباب السفر إلى الخارج

اولاً- أسباب السفر من الناحية الاجتماعية

أحد أكثر أسباب السفر انتشاراً بين الناس هو السفر لأسباب اجتماعية، ومن الأمثلة على تلك الأسباب:

  • السفر بقصد تحسين الوضع المعيشي:

يمثل الوضع المادي المزري أهم سبب من أسباب السفر والهجرة، حيث يتجه البعض إلى مغادرة ديارهم ويبتعدون عن الأهل والوطن طمعاً بتحسين نوعية الحياة التي يعيشونها هم وعائلاتهم، خاصةً في البلدان النامية التي تتسم الظروف المعيشية فيها بالقسوة والصعوبة على أكثر من مستوى، وتكون البطالة منتشرة بنسبة هائلة والأجور غير متناسبة مع الجهد المبذول، فيلجأ الأفراد وخاصةً من هم  بعمر الشباب إلى السفر بحثاً عن عمل يؤمن لهم وضعاً مادياً أفضل.

  •  السفر بقصد الدراسة:

الحصول على شهادة جامعية من دولة أوروبية سبباً جوهرياً من أسباب السفر إلى أوروبا، إذ يحلم الكثير من الشباب باستكمال دراستهم في البلدان والجامعات الأوروبية لما لها من عراقة وصيت ذائع يحكي عن قوة التعليم فيها، بالإضافة إلى أن شهادات الجامعات الأوروبية تفتح الكثير من الأبواب للعمل وخاصة في دول الخليج العربي.

ثانياً- السفر بقصد العلاج

من بين أسباب السفر التي لا تقل أهمية عن الأسباب الاجتماعية هو السفر بهدف تلقي العلاج، لاسيما في بعض الحالات المرضية المستعصية والتي لا يوجد لها علاج إلا في دول محددة، حيث تؤمن هذه الدول دون غيرها خدمات طبية غير متوفرة في مكان آخر، فيلجأ بعض المرضى أحياناً إلى السفر إلى الخارج في رحلة السياحة العلاجية راجين أن يجدوا العلاج الشافي لهم هناك.

اقرأ ايضاً:

ثالثاً- السفر من أجل السياحة

لا تنحصر أسباب السفر في البحث عن سبل عيش أفضل، بل هناك أناسٌ يسافرون بهدف التسلية والترفيه، وهذا ما يعرف باسم السفر بقصد السياحة، ويُقسم السفر لأجل السياحة إلى عدة أقسام هي:

  • السفر من أجل رؤية المحميات الطبيعية والحيوانية، مثال على ذلك السفر إلى قارة إفريقيا لزيارة المحميات الطبيعية التي تتعرض لخطر الانقراض، وقد لوحظ ازدياد أعداد السياح الذين يقصدون تلك الأماكن في الآونة الأخيرة.
  • السفر إلى المدن الساحلية، ازدهرت هذه السياحة كثيراً في الآونة الأخيرة مع ازدياد المنتجعات البحرية وتقديم خدمة السفر بالسفن واليخوت الفاخرة.
  • السياحة الترفيهية، السفر من أجل رؤية الأماكن السياحية يعتبر سبباً رئيسياً من أسباب السفر، حيث يتجه نسبة كبيرة من الأشخاص إلى السفر من أجل الاستمتاع بطبيعة خلابة وأجواء مريحة نفسياً، كالأماكن التي ذاعت شهرتها عالمياً، كالسفر إلى جزر المالديف على سبيل المثال.
  • السياحة بهدف التسوق، وهي السفر إلى مدن تتواجد فيها مجمعات شرائية ضخمة جداً، من أجل شراء البضائع التي تتميز بالجودة العالية، وتعد دبي ولندن وباريس من أهم وأشهر المدن التي تحوي على مجمعات تسوق تعد الأضخم عالمياً.
  • السفر إلى الشواطئ، تنتشر هذه السياحة كثيراً في البلدان المُطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط ودول الخليج العربي، إضافةً إلى السياح الذين يقصدون البحر في شواطئ الشرق الاوسط.

اقرأ ايضاً: اقوى عروض سياحية الى تركيا لعام 2024

رابعاً- حضور الفعاليات الرياضية

قد يكون سبب السفر هو حضور الفعاليات الرياضية، وهي قسمين إما السفر إلى دول تقيم فعاليات ونشاطات رياضية بهدف المشاركة فيها مثل الأولمبياد، أو السفر بهدف حضور ومشاهدة هذه الفعاليات، كالسفر للدولة التي تقام فيها بطولة كأس العالم لكرة القدم.

خامساً- حضور مؤتمرات دولية أو عالمية

حيث يشمل عقد المؤتمر حدوث فعاليات ونشاطات مختلفة، وغالباً تنعقد هذه المؤتمرات بأوقات دورية كل سنة في مختلف العواصم العالمية.

سادساً- زيارة الأماكن الدينية

زيارة الأماكن المقدسة سبباً رئيسياً من أسباب السفر وأكثرها انتشاراً حول العالم، إذ يسافر الأشخاص إلى الأماكن المقدسة بهدف أداء الشعائر الدينية الخاصة بهم، فمثلاً يسافر المسلمون إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج أو العمرة، ويسافر المسيحيون إلى القدس وبيت لحم والفاتيكان، وبالنسبة للهندوسيين والبوذيين فهم يسافرون إلى الجبال والأهرام في مصر لأنها تعد معتزلات دينية بالنسبة إليهم.

سابعاً- التخلص من الضغوط النفسية

الإنسان معرّض بكثرة لمختلف أنواع الضغوطات وأكثرها تأثيراً هي ضغوط العمل، فيلجأ للسفر بعيداً عن جو العمل والروتين والملل آملاً بأن يجد الراحة النفسية والجسدية، ويعود حاملاً طاقة إيجابية كفيلة بأن تمده بالقوة للعودة إلى العمل بهمة ونشاط، لذلك يعد هذا النمط من أسباب السفر الترفيهية.

ثامناً- التعرف على الثقافات الأخرى

فيما يتعلق بأسباب السفر على المستوى الثقافي نلاحظ أن بعض الأشخاص يستمتعون بالتعرف على ثقافات الشعوب وعاداتهم وتقاليديهم حيث يكون لديهم حب التعلم واكتساب المعارف فيسافرون إلى دول مختلفة، يتعلمون منهم أفكاراً جديدة ويكتسبون مهارات جديدة مثل تعلم أساليب طهي جديدة، والتعرف إلى عادات فريدة.

فوائد السفر

بعد أن تعرفنا إلى أسباب السفر، يُطرح هنا سؤال هام وهو ماهي الفوائد المكتسبة من السفر؟ بالطبع للسفر إيجابيات وفوائد عديدة تعود بالنفع على الإنسان وصحته النفسية والجسدية، نذكر منها مايلي:فوائد السفر

  • يسمح السفر للفرد بالاختلاط بالمجتمع والتعرف على أشخاص جدد، مما يجعل شخصيته أكثر اجتماعية، وهذا ما ينعكس إيجابياً على شخصيته وسلوكه مع الآخرين.
  • يغير السفر نظرة الإنسان للحياة، ويجعله أكثر إدراكاً للأمور ومجريات الحياة، ويمنحه مهارات تواصل جديدة، ويساعده على التعرف على ثقافات متنوعة ومختلفة.
  • يزيد من ثقة الإنسان بنفسه ويعزز من قدراته ومهاراته المهنية خاصة إن سافر بقصد التعلم أو العمل، فهذا يحقق له إضافة هامة على المستوى العلمي والمهني.
  • يشجع السفر على تعلم لغات جديدة ويزيد من الشغف لتعلم الثقافات والعلوم، لأن السفر يفتح أمام الإنسان آفاق تعلم جديدة، ويزيد المخزون الثقافي لديه.
  • يجعل الإنسان أكثر مرونة في التعامل مع المشاكل والضغوط، فالإنسان حين يبتعد عن أهله وبلده يضطر لمجابهة المعوقات العديدة وهذا ما يجعله أكثر اعتماداً على نفسه، فيصبح لاحقاً قادر على تحدي ومواجهة الصعوبات لوحده.
  • يسمح السفر للإنسان باكتشاف أماكن جديدة وطبيعة خلابة، ورؤية مشاهد ساحرة قد يراها لأول مرة، ويتعرف إلى معالم الطبيعة وسحر الإبداع فيها.

أضرار السفر وسلبياته

لا شك في أنَّ السفر له فوائد ومزايا عديدة، لكن بالمقابل هناك أضرار ناجمة عنه، وتؤثر بشكل سلبي على المُسافر أولاً ومن ثم على أسرته ومجتمعه، ومن أبرز سلبيات السفر نذكر:

  • الإحساس بالوحدة، والشعور الدائم بالحنين للأهل والبلد وهذا ما قد يخلق شعوراً سيئاً وإحساساً دائماً بالحزن، وقد يصل لمرحلة الاكتئاب في مراحل متقدمة.
  • تكلفة السفر، فالسفر والتنقل بين البلدان مكلف مادياً بشكل كبير، وتتنوع هذه التكاليف ما بين أجور تذاكر الطيران وكلفة الإقامة بالبلد الذي يسافر إليه، بالإضافة للمصاريف التنقل ضمن البلد نفسه، وحتى السفر عن طريق البحر يعتبر مكلف مادياً جداً.
  • الإدمان على السفر المستمر والتنقل، فالسفر مثل أي شيء قد يدمن عليه الإنسان، ويحتاج إليه بفترات متقاربة، وقد يولّد لديه شعوراً بعدم الاستقرار.

ماهي استعدادات وتحضيرات السفر؟

عند اعتمادك السفر إلى بلد ما يتوجب عليك القيام بعدة أمور:

  • يجب عليك جمع معلومات حول هذا البلد ومعرفة الحالة الجوية المتوقعة خلال الفترة القادمة، وخاصة تلك الفترة التي ستقضيها في ذلك المكان، وهذا يساعدك بتحديد نوع الملابس المناسبة للطقس هناك، ومعرفة نوعية النشاطات التي يمكنك القيام بها.
  • يجب الإحاطة بالقوانين العامة في البلد المرغوب السفر إليه تجنباً للوقوع في تصرفات خاطئة أو خرق للقوانين المتبعة، مثال على ذلك إذا رغبت بالسفر إلى المالديف يجب أن تعلم أنه يُمنع هناك ارتداء ملابس السباحة وإلا ستتعرض للمحاسبة القانونية.
  • يجب الإلمام بطبيعة التعاملات النقدية وقيمة العملة المتداولة في البلد المرغوب بزيارته بالنسبة لبلدك، كي تضمن تقدير المبلغ المالي الذي يجب أخذه معك.
  • التعرف على الأماكن السياحية والطبيعة الهادئة وأين تقع بالضبط، معرفة كيفية التنقل بالمواصلات العامة في البلد الذي تود زيارته، لكي تتمكن من رسم خطة لزيارة هذه الأماكن والقيام بالنشاطات المختلفة.

ختاماً

وبهذا نكون قد استعرضنا أبرز أسباب السفر إلى الخارج، وتبين لنا أن هناك مجموعة متنوعة ومختلفة من الأسباب التي تدفع الأفراد للسفر. من بين هذه الأسباب، نجد الأسباب القهرية التي تجبر بعض الأشخاص على السفر، مثل السفر لتلقي العلاج الطبي في أماكن توفر رعاية صحية متقدمة أو البحث عن فرص عمل أفضل في الخارج.

في المقابل، هناك أسباب ترفيهية بحتة، حيث يسافر الناس للاستمتاع بالعطلات والاستجمام واكتشاف ثقافات جديدة وتجارب سياحية مختلفة. كل هذه الأشكال من السفر تعكس تنوع الدوافع الشخصية والاحتياجات التي تدفع الناس للانتقال من مكان إلى آخر.

ومع ذلك، لا يخلو السفر من بعض الأضرار والسلبيات. فقد يواجه المسافرون تحديات مثل التكيف مع بيئات جديدة، والتعرض لمخاطر صحية أو أمنية، والشعور بالغربة والبعد عن الأهل والأصدقاء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون السفر مرهقاً جسدياً ومكلفاً مادياً.

في الختام، يمكن القول أن السفر يحمل في طياته مزيجاً من الفوائد والتحديات، ويجب على الأفراد الموازنة بينهما عند اتخاذ قرار السفر، مع التحضير الجيد والتخطيط المسبق للتقليل من السلبيات والاستفادة القصوى من التجربة.

أرشيف الأقسام: مدونات

ذات صلة